معركة الكرمة وقعت في 21 مارس 1968 حين حاولت قوات الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الشرقية من نهر الأردن لأسباب تعتبرها إسرائيل استراتيجية. وقد عبرت النهر فعلا من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف. فتصدت لها قوات الجيش الأردني على طول جبهة القتال بقوة وشاركتها فصائل من الفدائيين الفلسطينيين [1] في قرية الكرامة حيث التحموا بالسلاح الأبيض مع الجيش الإسرائيلي في قتال شرس. استمرت المعركة أكثر من 16 ساعة، مما أضطر الإسرائيليون على الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم. وتمكنت القوات الأردنية والفلسطينية في هذه المعركة من تحقيق النصر والحيلولة من تحقيق إسرائيل لأهدافها. [2]
فهرس [إخفاء]
1 تاريخ المنطقة
2 بداية التوتر
3 أهداف المعركة
4 المعركة
4.1 مقتربات المعركة
5 مقتربات القتال
5.1 القتال على مقترب جسر الأمير محمد (داميا)
5.2 القتال على مقترب جسر الملك حسين
5.3 القتال على مقترب جسر الأمير عبد الله
5.4 مقترب غور الصافي
5.5 بدء معركة الجيش العربي
5.6 الإنزال الإسرائيلي في بلدة الكرامة
5.7 المحور الثالث
6 اتساع جبهة المعركة
7 السيطرة على الجسور
8 طلب وقف إطلاق النار
8.1 خسائر الطرفين
8.2 نتائج المعركة
9 بعض ردود الفعل
10 ذكرى الكرامة
11 مواقع ذات صلة
12 مصادر
[عدل] تاريخ المنطقة
كانت هذه المنطقة قبل عام 1948 عبارة عن منطقة زراعية اشتهرت كثرت فيها البساتين مما يجعلها ارضا مناسبة للعمل الفدائي وكانت تسمى ايضا بمنطقة الآبار وذلك لكثرة الآبار الارتوازية فيها، وتسمى أيضا بغور الكبد باعتبارها جزءا من منطقة زراعية واسعة, وعندما وقعت نكبة عام 1948 وتدفق آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني إلى الأردن الذي كان تعداد سكانه في ذلك الوقت لا يتجاوز المليون نسمة. أقام بهذه المنطقة المسماة بغور الكبد أو الابار عدد كبير وكانت غالبيتهم العظمى من المزارعين .
[عدل] بداية التوتر
قبيل احتلال إسرائيل للضفة غربية من نهر الأردن والتي كانت خاضعة لأدارة المملكة الاردنية بعد هزيمة حرب 1948 وما ترتب عليها من مؤتمرات على غرار مؤتمر اريحا الذي حول الأدارة الأردنية إلى حكم جبري اعتبرت من خلاله الأردن الضفة الغربية جزء من اراضي المملكة، ونتج عن هذا الاحتلال الاسرائيلي تحرير المقاومة في الضفة الشرقية وإحراج عربي للنظام الأردني الذي كان ملزما باحتضان المقاومة الفلسطينية التي انطلقت في الضفة عقب الهزيمة مما ادي إلى صدامات عسكرية بين وحدات صغيرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على طول نهر الأردن، وكانت حركة فتح حينها في طليعة المقاومة, وقد أدت هجمات الفدائيين إلى زيادة نشاط الدوريات الإسرائيلية بما في ذلك إطلاق النار عبر النهر، وشمل ذلك تسلل دوريات إسرائيلية عبر النهر أيضا والتي قابلها من الجهة الأخرى دوريات من المقاومة العربية والفلسطينية.
وفي مطلع سنة 1968 صدرت عدة تصريحات رسمية عن إسرائيل تعلن أنه إذا استمرت نشاطات الفدائيين عبر النهر فإنها ستقرر إجراء عمل مضاد مناسب ، وبناءا عليه زاد نشاط الدوريات الإسرائيلية في الفترة ما بين 15-18 مارس 1968 بين جسر الملك حسين وجسر داميا وازدادت أيضا الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق وادي الأردن.
[عدل] أهداف المعركة
تمهيدا للهجوم الواسع قامت إسرائيل بهجمات عديدة ومركزة استخدمت بشكل رئيسي القصف الجوي والمدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة سبقت بداية المعركة في 5:25 من فجر يوم الأحد في 21 آذار 1968. كما مهدت لذلك بإجراءات واسعة النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تهييء المنطقة لتطورات جديدة يتوقعونها كنتائج لعملياته العسكرية شرقي نهر الأردن. فقد بنوا توقعاتهم على أساس:
1. أنه لم يمضي وقت طويل على هزيمة العرب في حرب 1967 وبالتالي فالروح المعنوية القتالية لن تكون بالمستوى المطلوب لتحقيق مقاومة جدية.
2. لم يتسنى الوقت للجيش الأردني إعادة تسليح قواته أو تعويض خسائره التي مني بها في الحرب الماضية.
3. عدم تمكن الأردنيين من تعويض طائراتهم في سلاح الجو ما لا يمكن القوات الأردنية من الحصول على غطاء جوي.
4. افتراض أن الاختلافات السياسية بين فصائل المقاومة والحكومة الأردنية لن تحقق اي تعاون بينهم وبين القوات الأردنية. [3]
ورغم أن إسرائيل أعلنت أنها قامت بالهجوم لتدمير قوة المقاومة الفلسطينية، إلا أنه يقدر ونظرا لحجم الحشود العسكرية وبعض الوثائق التي تمكنت الاستخبارات الأردنية من الحصول عليها أن أهدافهم إسرائيل كانت أبعد من أهدافهم المعلنة. فقبل أيام من معركة الكرامة حشدت إسرائيل قواتها لاحتلال مرتفعات البلقاء والاقتراب من العاصمة عمّان وضم أجزاء جديدة من الأردن لتحقيق الاهداف التي تتلخص فيما يلي:
1. ارغام الأردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه إسرائيل وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة.
2. محاولة وضع ولو موطئ قدم على أرض شرقي نهر الأردن باحتلال مرتفعات السلط وتحويلها إلى حزام أمنى لإسرائيل تماما كما حدث بعد ذلك في جنوب لبنان. بقصد المساومة عليه لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.
3. ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن.
4. توجيه ضربات قوية ومؤثرة إلى المقاومة الفلسطينية وربما إنهاء العمل الفدائي الفلسطيني عبر الأردن، واعتقاد موشي دايان بأن هذه مهمة سهلة لن تحتاج إلا لساعات معدودة.
5. زعزعة الروح المعنوية عند السكان المدنيين لا سيما الفلسطينيين وقد بدا ذلك واضحا من خلال قصف المخيمات وإرغامهم على النزوح من مخيماتهم ليشكلوا أعباء جديدة، وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية في حزيران 1967م.
6. اعطاء الأردن مبررا للتنصل من احتضانه للعمل الفدائي الفلسطيني وقيامه بإسناد الفدائيين الفلسطينيين في اشتباكاتهم مع الجيش الإسرائيلي على طول الجبهة الأردنية.
[عدل] المعركة
بدأت معركة الكرامة عند الساعة 5.30 من صباح يوم الخميس 21 مارس 1968، واستمرت ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسة ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المدافعة المقابلة ،وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك .. [4]
[عدل] مقتربات المعركة
كانت المقتربات كالتالي:
1. مقترب العارضة: ويأتي من جسر الأمير محمد (غور داميا) إلى مثلث المصري إلى طريق العارضة الرئيسي إلى السلط.[4]
2. مقترب وادي شعيب: ويأتي من جسر الملك حسين (اللنبي سابقاً) إلى الشونة الجنوبية، إلى الطريق الرئيسي المحاذي لوادي شعيب ثم السلط .[4]
3. مقترب سويمة: ويأتي من جسر الأمير عبد الله إلى غور الرامة إلى ناعور ثم إلى عمان.[4]
4. محور غور الصافي: ويأتي من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي إلى الطريق الرئيسي حتى الكرك. [4]
وقد استخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بنصف مجنزرات مدربة والدبابات تساندهم على كل مقترب من مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة من ألـ م د 106ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات . مما قد يدل أن معركة الكرامة من المعارك العسكرية المخطط لها بدقة، وذلك نظراً لتوقيت العملية وطبيعة وأنواع الأسلحة المستخدمة، حيث شارك فيها من الجانبين أسلحة المناورة على اختلاف أنواعها إلى جانب سلاح الجو، ولعبت خلالها كافة الأسلحة الأردنية وعلى رأسها سلاح المدفعية الملكي أدواراً فاعلة طيلة المعركة دون أن يكون لها أي إسناد جوي. [4]
معلومات عن المعركة
معلومات عامة
التاريخ: 21 مارس 1968
الموقع: وادي الأردن
النتيجة: إنسحاب وهزيمة:
للجيش الإسرائيلي
دون تحقيق أهدافه
مكبدا بالخسائر
ونصر عسكري:
للجيش الأردني
أبرز المتحاربين:
الأردن
ضد
إسرائيل
القادة:
الأردن
الملك حسين بن طلال
الفريق عامر خماش
اللواء مشهور حديثة
إسرائيل
رئيس الوزراء ليفي إشكول
وزير الدفاع موشي دايان
رئيس الأركان حاييم بارليف
الخسائر العسكرية:
الأردن
القوات المسلحة الأردنية
بالأرواح 87 جندياً
جرحى108 جنديا
تدمير 13 دبابة
39 الية مختلفه
اسرائيل:
جيش الدفاع الاسرائيلي
بالأرواح 250 جندياً
جرحى 450 جنديا
تدمير 27 دبابة
تدمير 61 آلية مختلفة
سقوط طائرة
أوقعها الأردنيون.