حمدان السكر تلك الشخصية التي طالما تستذكرها العقول وتقف عند مشارف باحتها الذكريات نشد الرحال لنستذكر عبق الماضي الذي تتنفس منه رئة الزمان ونحط رحالنا في واحة الكرم والضيافة ومنبع العطاء والاصالة انه ذلك الرجل الذي يملىء اسمه الزمان والمكان وتعتز بذكره الضمائر والعقول وتنتشي النفوس لسماع اسمه , انه الرجل الذي ذهب قبل اوانه وفارقنا قبل زمانه ولطالما للزمان بقية لكن الزمان ابى الا أن يفرض سطوته على كل شيء ’ ذلك الرجل الذي حباه الله من فيض كرمه وعظيم عطائه , فكان للكرم رجلا وللاصالة عنوانا وللشجاعة مدرستا ولمعونة الضعيف سندا ولتقوى الله نموذجا وشواهد التاريخ تتكلم بذلك . كان رجلا مضيافا فكانت هذه السمة التي تميز بهاوالتي لا تخفى على احد من الناس ,فكان صحنه كبيرا يقدر قطر ذلك الصحن بعدة امتار ولا يستطيع حمله الا رجال اشداء يطلق عليه ( ابو عراوي ) والعروة هي المقبض الذي يمسك منه ذلك الصحن فكان لذلك الصحن عدة مقابض وهذا دليل على كبر ذلك الصحن, فيتم وضع التمن العنبر ( الرز ) في ذلك الصحن ثم يوضع المفطح فوق التمن (والمفطح عبارة عن افخاذ الخروف متصلة مع لية الخروف او مقدمة صدره كاملا ) وهذا دليل على كرمه وجوده ثم ينقل الى الضيوف . وكانت هذه الصحون كثيرة لكثرة الضيوف والوافدين والذين تقطعت بهم السبل لان منطقة الشطانية ذات موقع ستراتيجي يؤمها الناس من مختلف الانحاء والارجاء حيث تشكل نقطة انطلاق الى الاهوار وبالعكس نحو اليابسة وهي عامرة باسواقها انذاك الامر الذي جعل منها مركز استقطاب للتجار والباعة والذين يطلبون الرزق . هذه ومضات من شخصية ذلك الرجل العظيم بأخلاقه وكرمه وعطائه وسنقدم الكثيرعن شخصية هذا الرجل في كتاباتنا القادمة أن شاء الله.